كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل {وما ملكت أيمانكم} يعني من عبيدكم وإمائكم، يوصي الله بهم خيرًا أن تؤدوا إليهم حقوقهم التي جعل الله لهم.
وأخرج عبد الرزاق وأحمد والبخاري ومسلم عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يديه فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم».
وأخرج البخاري في الأدب عن جابر بن عبد الله قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بالمملوكين خيرًا ويقول: أطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم من لبوسكم، ولا تعذبوا خلق الله».
وأخرج ابن سعد عن أبي الدرداء. أنه رؤى عليه برد وثوب أبيض، وعلى غلامه برد وثوب أبيض. فقيل له... فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اكسوهم مما تلبسون وأطعموهم مما تأكلون».
وأخرج البخاري في الأدب المفرد وأبو داود والبيهقي في الشعب عن علي قال: كان آخر كلام النبي صلى الله عليه وسلم: «الصلاة الصلاة اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم».
وأخرج البزار عن أبي رافع قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: «الله الله وما ملكت أيمانكم، والصلاة. فكان ذلك آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم».
وأخرج البيهقي في الدلائل عن أم سلمة قالت: كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته: «الصلاة الصلاة، وما ملكت أيمانكم، حتى يلجلجها في صدره وما يفيض بها لسانه».
وأخرج أحمد والبيهقي في شعب الإيمان عن أنس قال: كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حضره الموت: «الصلاة، وما ملكت أيمانكم، حتى جعل يغرغرها في صدره وما يفيض بها لسانه».
وأخرج عبد الرزاق ومسلم والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «للمملوك طعامه، وكسوته، ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق».
وأخرج البيهقي عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الفقير عند الغني فتنة، وإن الضعيف عند القوي فتنة، وإن المملوك عند المليك فتنة، فليتق الله وليكلفه ما يستطيع، فإن أمره أن يعمل بما لا يستطيع فليعنه عليه، فإن لم يفعل فلا يعذبه».
وأخرج أحمد والبيهقي عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لاءمكم من خدمكم فأطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون، ومن لا يلائمكم منهم فبيعوهم ولا تعذبوا خلق الله».
وأخرج الطبراني والبيهقي عن رافع بن مكيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سوء الخلق شؤم، وحسن الملكة نماء، والبر زيادة في العمر، والصدقة تدفع ميتة السوء».
وأخرج البيهقي عن أبي بكر الصديق. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يدخل الجنة سيء الملكة».
وأخرج أبو داود والترمذي وحسنه والبيهقي عن ابن عمر قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كم نعفو عن العبد في اليوم؟ قال: سبعين مرة».
وأخرج البيهقي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا ضرب أحدكم خادمه فذكر الله فليمسك».
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول والبيهقي عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تضربوا الرقيق فإنكم لا تدرون ما توافقون».
وأخرج البيهقي عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ما حق امرأتي عليّ؟ قال: تطعمها مما تأكل، وتكسوها مما تكتسي، قال: فما حق جاري عليّ؟ قال: تنوسه معروفك، وتكف عنه أذاك. قال: فما حق خادمي عليّ؟ قال: هو أشد الثلاثة عليك يوم القيامة».
وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن سعد وأحمد عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن أبيه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: «أرقاءكم، أرقاءكم، أطعموهم مما تأكلون، واكسوهم مما تلبسون، وإن جاؤوا بذنب لا تريدون أن تغفروه فبيعوا عباد الله ولا تعذبوهم»، كذا قال ابن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وقال عبد الرزاق وأحمد بن عبد الرحمن بن يزيد. وأخرج عبد الرزاق عن داود بن أبي عاصم قال: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صه، أطت السماء وحق لها أن تئط، ما في السماء موضع كف- أو قال شبر- إلا عليه ملك ساجد، فاتقوا الله، وأحسنوا إلى ما ملكت أيمانكم، أطعموهم مما تأكلون، واكسوهم مما تلبسون، ولا تكلفوهم ما لا يطيقون، فإن جاؤوا بشيء من أخلاقهم يخالف شيئًا من أخلاقكم فولوا شرهم غيركم ولا تعذبوا عباد الله».
وأخرج عبد الرزاق عن عكرمة قال: «مر النبي صلى الله عليه وسلم بأبي مسعود الأنصاري وهو يضرب خادمه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم والله لله أقدر عليك منك على هذا. قال: ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمثل الرجل بعبده فيعور، أو يجدع. قال: أشبعوهم ولا تجيعوهم، واكسوهم ولا تعروهم. ولا ولا تكثروا ضربهم فإنكم مسؤولون عنهم، ولا تعذبوهم بالعمل، فمن كره عبده فليبعه ولا يجعل رزق الله عليه عناء».
وأخرج عبد الرزاق ومسلم عن زاذان قال: كنت جالسًا عند ابن عمر فدعا بعبد له فأعتقه ثم قال: ما لي من أجره ما يزن هذا- وأخذ شيئًا بيده- إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من ضرب عبدًا له حدًا لم يأته أو لطمه فإن كفارته أن يعتقه».
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن سويد بن مقرن قال: «كنا بني مقرن سبعة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولنا خادمة ليس لنا غيرها، فلطمها أحدنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أعتقوها. فقلنا: ليس لنا خادم غيرها يا رسول الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: تخدمكم حتى تستغنوا عنها ثم خلوا سبيلها».
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة والبخاري في الأدب عن عمار بن ياسر قال: لا يضرب أحد عبدًا له وهو ظالم له إلا أقيد منه يوم القيامة.
وأخرج عبد الرزاق عن أبي هريرة قال: أشد الناس على الرجل يوم القيامة مملوكه.
وأخرج عبد الرزاق والترمذي وصححه عن أبي مسعود الأنصاري قال: بينا أنا أضرب غلامًا لي، إذ سمعت صوتًا من ورائي، فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «والله لله أقدر عليك منك على هذا. فحلفت أن لا أضرب مملوكًا لي أبدًا».
وأخرج عبد الرزاق عن الحسن قال: بينا رجل يضرب غلامًا له وهو يقول: أعوذ بالله وهو يضرب، إذ بصر برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أعوذ برسول الله. فألقى ما كان في يده وخلى عن العبد. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أما والله لله أحق أن يعاذ، من استعاذ به مني؟ فقال الرجل: يا رسول الله فهو لوجه الله. قال: والذي نفسي بيده لو لم تفعل لدافع وجهك سفع النار».
وأخرج عبد الرزاق عن ابن التيمي قال: حلفت أن أضرب مملوكة لي فقال لي أبي: إنه قد بلغني أن النفس تدور في البدن فربما كان قرارها الرأس، وربما كان قرارها في موضع كذا وكذا- حتى عدد مواضع- فتقع الضربة عليها فتتلف فلا تفعل.
وأخرج أحمد في الزهد عن أبي المتوكل الناجي. أن أبا الدرداء كانت لهم وليدة، فلطمها ابنه يومًا لطمة فأقعده لها وقال: اقتصي... فقالت: قد عفوت... فقال: إن كنت عفوت فاذهبي فادعي من هناك من حرام فأشهديهم أنك قد عفوت. فذهبت فدعتهم فأشهدتهم أنها قد عفت. فقال: اذهبي فأنت لله وليت آل أبي الدرداء ينقلبون كفافًا.
وأخرج أحمد عن أبي قلابة قال: دخلنا على سلمان وهو يعجن، قلنا: ما هذا؟ قال: بعثنا الخادم في عمل فكرهنا أن نجمع عليها عملين.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله: {إن الله لا يحب من كان مختالًا} قال: متكبرًا {فخورًا} قال: بعدما أعطي وهو لا يشكر الله.
وأخرج أبو يعلى والضياء المقدسي في المختارة عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا جمع الله الناس في صعيد واحد يوم القيامة، أقبلت النار يركب بعضها بعضًا، وخزنتها يكفونها وهي تقول: وعزة ربي لتخلن بيتي وبين أزواجي أو لأغشيّن الناس عنقًا واحدًا. فيقولون: ومن أزواجك؟ فتقول كل متكبر جبار، فتخرج لسانها فتلقطهم به من بين ظهراني الناس، فتقذفهم في جوفها ثم تستأخر، ثم تقبل يركب بعضها بعضًا وخزنتها يكفونها وهي تقول: وعزة ربي لتخلي بيني وبين أزواجي أو لأغشين الناس عنقًا واحدًا. فيقولون: ومن أزواجك؟ فتقول: كل مختال فخور، فتلقطهم بلسانها من بين ظهراني الناس فتقذفهم في جوفها، ثم تستأخر ويقضي الله بين العباد».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والنسائي والبيهقي في شعب الإيمان عن جابر بن عتيك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من الغيرة ما يحب الله ومنها ما يبغض الله، وإن من الخيلاء ما يحب الله ومنها ما يبغض الله. فأما الغيرة التي يجب الله فالغيرة في الريبة، وأما الغيرة التي يبغض الله فالغيرة في غير ريبة. وأما الخيلاء التي يحبها الله فاختيال الرجل بنفسه عند القتال واختياله عند الصدقة، والخيلاء التي يبغض الله فاختيال الرجل بنفسه في الفخر والبغي».
وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن جابر بن سليم الهجيمي قال: «أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة قلت: عليك السلام يا رسول الله، فقال: عليك السلام تحية الميت، سلام عليكم، سلام عليكم، سلام عليكم، أي هكذا فقل. قال فسألته عن الإزار؟ فأقنع ظهره وأخذ بمعظم ساقه فقال: هاهنا ائتزر، فإن أبيت فههنا أسفل من ذلك، فإن أبيت فههنا فوق الكعبين، فإن أبيت فإن الله لا يحب كل مختال فخور. فسألته عن المعروف، فقال: لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تعطي صلة الحبل، ولو أن تعطي شسع النعل، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستقي، ولو أن تنحي الشيء من طريق الناس يؤذيهم، ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منطلق، ولو أن تلقى أخاك فتسلم عليه، ولو أن تؤنس الوحشان في الأرض. وإن سبك رجل بشيء يعلمه فيك وأنت تعلم فيه نحوه فلا تسبه فيكون أجره لك ووزره عليه، وما سَرَّ أذنك أن تسمعه فاعمل به، وما ساء أذنك أن تسمعه فاجتنبه».
«وأخرج أحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن مطرف بن عبد الله قال: قلت لأبي ذر: بلغني أنك تزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثكم أن الله يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة. قال: أجل... قلت: من الثلاثة الذين يحبهم الله؟ قال: رجل غزا في سبيل الله صابرًا محتسبًا مجاهدًا فلقي العدو فقاتل حتى قتل، وأنتم تجدونه عندكم في كتاب الله المنزل. ثم قرأ هذه الآية {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفًا كأنهم بنيان مرصوص} [الصف: 4]، ورجل له جار سوء يؤذيه فصبر على آذاه حتى يكفيه الله إياه إما بحياة وإما بموت، ورجل سافر مع قوم فأدلجوا حتى إذا كانوا من آخر الليل وقع عليهم الكرى فضربوا رؤوسهم، ثم قام فتطهر رهبة لله ورغبة فيما عنده. قلت: فمن الثلاثة الذين يبغضهم الله؟ قال: المختال الفخور، وأنتم تجدونه في كتاب الله المنزل ثم تلا {إن الله لا يحب من كان مختالًا فخورًا} قلت: ومن؟ قال: البخيل المنان. قلت: ومن؟ قال: البائع الحلاف».
وأخرج ابن جرير عن أبي رجاء الهروي قال: لا تجد سيء الملكة إلا وجدته مختالًا فخورًا، وتلا {وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالًا فخورًا} ولا عاقًا إلا وجدته جبارًا شقيًا وتلا {وبرًا بوالدتي ولم يجعلني جبارًا شقيًا} [مريم: 32].
وأخرج ابن أبي حاتم عن العوام بن حوشب. مثله.
وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي والبغوي والباوردي والطبراني وابن أبي حاتم عن رجل من بلجبيم قال: قلت: يا رسول الله أوصني. قال: «إياك وإسبال الإزار، فإن إسبال الإزار من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة».
وأخرج البغوي وابن قانع في معجم الصحابة والطبراني وابن مردويه عن ثابت بن قيس بن شماس قال: «كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ هذه الآية {إن الله لا يحب من كان مختالًا فخورًا} فذكر الكبر فعظمه، فبكى ثابت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك؟ فقال: يا رسول الله إني لأحب الجمال حتى إنه ليعجبني أن يحسن شراك نعلي. قال: فأنت من أهل الجنة، إنه ليس بالكبر أن تحسن راحلتك ورحلك، ولكن الكبر من سفه الحق وغمص الناس».
وأخرج أحمد عن سمرة بن فاتك. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نعم الفتى سمرة، لو أخذ من لمنة وشمر من مئزره». اهـ.